اعتبر عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب وهبة قاطيشة أن المصالحة الاخيرة التي تمت في قصر بعبدا كان هدفها الاساسي اعادة تسيير أمور الدولة ولو بالحد الأدنى بعد 40 يوما من تعطيل الحكومة، لافتا الى ان النفوس لا تزال محقونة وتخفيف الاحتقان قد يتطلب مصالحة مباشرة وأعمق قد لا تكون متاحة في المرحلة الحالية، لأن الخلاف كبير على الملفات الاستراتيجية.
وأشار قاطيشة في حديث لـ"النشرة" الى ان الضغط الذي مارسته بعض الدول على عدد من المسؤولين وسرّع في اتمام المصالحة كان سببه الرئيسي تعاظم المخاوف، خاصة واننا كنا نتجه اقتصاديا الى الانهيار وسياسيا الى ما لا تُحمد عقباه. وقال: "لا شك ان الحادثة الاخيرة اعادت توحيد صفوف 14 آذار بعدما شعرت مكونات هذا الفريق ان الهدف تطويقها الواحد تلو الآخر، وها نحن اليوم لا نزال نتمسّك بقيام الدولة فيما فريق 8 آذار الذي يلبّي طلبات المحور السوري–الايراني بتعطيل الدولة".
ورأى قاطيشة ان موقف "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" كان واحدا في التعامل مع حادثة "قبرشمون"، لأنهم شعروا بخطر وجودي، أما اذا كنا نستطيع اليوم لم الشمل من جديد، فان "القوات" دائما جاهزة ونحن لم نكن يوما متراجعين أو متخاذلين في هذا المجال، فلننتظر لنرى اذا كانت بقية المكوّنات مستعدة للمواجهة الدائمة والكبيرة؟.
وتطرق قاطيشة لأزمة النفايات، فاعتبر أن وزير البيئة فادي جريصاتي يحاول ويعمل على ايجاد الحلول والمخارج، لكنهم كانوا يعلمون انه ورث وضعا صعبًا وتمسكوا بالوزارة رغم اننا عرضنا الحصول عليها، لذلك نحن ننتظر اليوم ما سيقدّمه لنا من حلول عمليّة قادرة على انتشالنا مما نحن فيه، وهذا لم يحصل حتى الساعة. وقال: "وزير البيئة سيحضر لجنة البيئة في الـ20 من الشهر الجاري، وننتظر لنرى ما سيطرحه لنبني عندها على الشيء مقتضاه".
وأشار قاطيشة الى ان المخاوف على الوضعين الاقتصادي والمالي لا تزال على ما هي عليه، لافتا الى اننا اذا لم ننتقل الى مرحلة العمل الجدي وبخاصة في ما يتعلق بمشاريع "سيدر" فالأمور ستبقى تراوح مكانها. واضاف: "نعي تماما ان النهضة الاقتصادية لا تحصل بكبسة زر ومن غير الممكن الحصول على 11 مليار دولار التي اقرها "سيدر" دفعة واحدة، لكن ما نطالب به هو ان يكون هناك "تقليعة" جديدة للعمل الحكومي بعد الازمة الاخيرة التي ادت لتعطيل عجلة مجلس الوزراء 40 يوما".
ورأى قاطيشة انه "من المفيد اعطاء الحكومة مهلة شهرين او 3 للانطلاق في تنفيذ وعودها، لأنّ الامل لا يزال موجودا ومتاحا بتحريك الاقتصاد الذي يشهد ركودا غير مسبقوق من جديد، وبشعور اللبنانيين ببعض البحبوحة ولو استلزم ذلك مزيدا من الوقت والجهد".